ماذا بقي منّي ؟
أحيانًا تنتابني حالة يقين بأن الذي يبقى مني في كل مرة هو الأفكار، المبادئ و القناعات.
صحيح أنني ترعرعت كل مرة في محيط و مجتمع له درجته الخاصة في التدين و الانفتاح و الالتزام الأخلاقي .. و النزعات العنصرية أو العلمية أو الشعور بالدونية؛ إلا أن درجة وعيي بمفهومي الخاص بكيف أعيش و ماذا أريد يكاد يكون متطابقًا تماما في كُل مرة.
كُل ما أكثرتُ من “ربما” اجتاحتها نوبة قلق من عاصفة الشك التي أفتحُ نوافذ السؤال عليها، تُلملمُ أوراقها و تُغلقُ فمي أُصرّ لأنني لا أستطيع الكلام إلا معها.. و كُلما أخبرتها بما أُفكّر كُلّما ركزتُ بذرة الفكرة في فؤداها و وجدتُ في حياتي الجديدة نبتتي القديمة تقابلني، إنها التي كدتُ أضيعها ها هي تتجلى أمامي كمعلم في حياتي.
هل تعرف معنى أن تكون ضبابيًا قابلًا للزوال بكل ما فيك إلا ما تضعه في حرزٍ مكين. عقلها و قلبها صنوا عقلي و لا أعرفُ كيف أو لماذا
و لكنني أجدهما كما كانا كُل مرة، تكون هي هي..
و أجدُ فيها امتدادًا وترقيا لا أجده في حياة التكرار التي تُعاد ككابوس، هي حرزي.
لا أحد، لا أحد يمتدُ معي في هذه الحيوات سواها، كُل ما عدانا يبدأ مما يشبهُ الصفر .