Archive for the ‘قصاصات سردية’ Category

28 سبتمبر 2012

ماذا بقي منّي ؟
أحيانًا تنتابني حالة يقين بأن الذي يبقى مني في كل مرة هو الأفكار، المبادئ و القناعات.
صحيح أنني ترعرعت كل مرة في محيط و مجتمع له درجته الخاصة في التدين و الانفتاح و الالتزام الأخلاقي .. و النزعات العنصرية أو العلمية أو الشعور بالدونية؛ إلا أن درجة وعيي بمفهومي الخاص بكيف أعيش و ماذا أريد يكاد يكون متطابقًا تماما في كُل مرة.

كُل ما أكثرتُ من “ربما” اجتاحتها نوبة قلق من عاصفة الشك التي أفتحُ نوافذ السؤال عليها، تُلملمُ أوراقها و تُغلقُ فمي أُصرّ لأنني لا أستطيع الكلام إلا معها.. و كُلما أخبرتها بما أُفكّر كُلّما ركزتُ بذرة الفكرة في فؤداها و وجدتُ في حياتي الجديدة نبتتي القديمة تقابلني، إنها التي كدتُ أضيعها ها هي تتجلى أمامي كمعلم في حياتي.
هل تعرف معنى أن تكون ضبابيًا قابلًا للزوال بكل ما فيك إلا ما تضعه في حرزٍ مكين. عقلها و قلبها صنوا عقلي و لا أعرفُ كيف أو لماذا
و لكنني أجدهما كما كانا كُل مرة، تكون هي هي..
و أجدُ فيها امتدادًا وترقيا لا أجده في حياة التكرار التي تُعاد ككابوس، هي حرزي.
لا أحد، لا أحد يمتدُ معي في هذه الحيوات سواها، كُل ما عدانا يبدأ مما يشبهُ الصفر .

28 سبتمبر 2012

* By: Francisca Pageo

قلبُك

تعلمت بك كيف يتكون معنى الحرز الجسدي و المساحة الشخصية، كيف يُمكن لأحدهم أن يتخطى مساحتك الشخصية في لحظة قُرب
ليس بالتعدي عليها إنما بالتغلغل فيها ..
بأبسط مصافحة و احتضان يُمكن للحميمية أن تهرب من أسر الروتين المبتذل للحظات أكثر قُربًا تضعك بمواجهة روحك
التي تتوق للتوحد بالآخر. الآخر يوقظ فيك الحذر القديم، يعيد تعريف أبسط اللفتات و يحدد معانيها.
يجعلك أكثر بخلًا بلثم أحدهم لأنك عرفت، عرفت أن القرب العشوائي الذي لم يكن يعني شيئًا أصبح لهُ معنىً آخر
لا لشيء إلا لأن هذه العشوائية قد تصطدم بشرارة مناسبة أكثر من اللازم.

حرارة حبها و دفء شعورها تجعل من قبلة خد حدثًا يشفي شوقًا عمرهُ ثلاثة وعشرون سنة. منذُ وضعتْ أُمها أول
قبلاتها على خدها و تنفستها تركت أثر ذلك اللقاء..
و ها أنا كأنما حبلت بي الأيام و استدارت بنا السنون لنلتقي و تراني كأنما وُعدت بي كأم.
حملتُ وحدتي في قلبي سنينًا و حينما تنفستُ خدك وجدتُ ندائي و وجدتُ وطني الذي أنتمي له. قلبُكِ.

قانون المصادفة يجعلني أُفكر و أزداد إيمانًا أنها ليست إلا قدرًا مُرتبًا بعشوائية لها نفس تردد موجات الروح .
لا يُمكن أن يكون ذلك الحدث الذي يتكرر كل مرة بدقة ساعة حدثًا من قبيل المصادفة..
و ربما يكون هذا الاستنتاج هو الاستنتاج الوحيد الذي أستطيع التوصّل إليه لكي أقدمه لذات القدر الذي ُيصر على تلقيني
درسًا فعلّقني في هذه الحياة المتناسخة.

28 سبتمبر 2012

أُحبك

في ذاكرتي المعطوبة وحدها التفاصيل التي تكررت كان لها نصيب في الخلود، وحدها الكلمات التي حفرتْ قلبي بقت و صارت مثل ومضات متبعثرة في الذكرى .. تأتي من حيثُ لا تراها و لا تحتسبُ مجيئها. أُحبك واحدة منها. أُحبك تُصرّ على اتخاذ مقعد أمامي مثل طفل لجوج. ما أتذكرهُ منها يُشبه اللحظة التي تُبوح بها لي. تظهر في ذاكرتي كما تقولها لحظة امتلاء قلبها بها.. تقولها مُقاطعة حديثي و تسلسل أفكاري .. تأتي أحبك فتبعثرني في ذاكرتي و في ذكرياتي.
أتحدثُ بحماس و حميميّة كاشفًا عن مزاج غريب استبد بي، و في لحظتي الأغرب تقاطعني: أُحبك !
ذلك الشعور العذب، تلك اللحظة التي يترسخ فيها الاحساس المُدهش بأنك مقبول بكُل اطوارك .. محبوب حتى في أكثر حالاتك استعصاءًا و فرادة.

و هكذا تأتي هذه الكلمة و أنا أستعيد تفاصيل حياتي أو حيواتي. تأتي قبل أن أُكمل فكرتي، تُباغتني و تحاشر نفسها قبل الفكرة التالية التي تداعت إلي إثر أُختها. تقول لي كما تقول صاحبتها أن هذه القصة هي قصة حُب مبتدأً و مُنتهى. رحلة استكشاف للذات، رحلة استكشاف للعالم تبدأ بقلبك، و تنطلق نحو روحك.
أنت أيها الجالس أمامي: أنت أيها الساكن في روحي: أُحبك.

*

لو لم أكُن انسانًا ربما كُنت قنديلًا أو قطة.. أو كما تقول هي أحيانا ربما أكون قصيدة، هي تعتقد أني عميقٌ كقصيدة
و أنا أعتقد أن الانتقال الأكبر في معرفتها، هو شعورنا المُباغت، اللحظة التي قبضنا على أنفسنا فيها نتمنى أن نتحوّل لأشياء !
تحوّل يُضمر في عمقه رغبة في البقاء معًا حاجة لأن نكون شيئًا،
و شيئًا واحدًا لا يُبعثره بعدئذٍ خوف الابتعاد أو الانفصال.

قُلت لها مرة لحظة كان تقدير الكلام فيها أُحبك، قُلتُ: أعتقد أن المسافة التي تفصل بيننا.. العينان اللتان هما أنت و أنا هما وجه يتمدد على المسافة يشُد قوس الابتسامة فيبتسمُ العالم كُله.

و الحق أن المسافة كانت دائمًا تُضمر ألمًا نداريه بالمُزاح أو الشاعرية، لكن قُبح البُعد كان يُصرّ على تشويه اللحظة.. و حينها كانت كلمة آآآآآه تُحاول باستماته ستر عورة الحاجة

28 سبتمبر 2012

by: Amanda Mabel
.
.
.
.
كانت الحياة الثالثة أو الرابعة لا أتذكر بالضبط، كُنت قد سرت فيها حتى الثانية و العشرين، و كُنت أنتظر أن تأتي الثالثة و العشرون.
كان كُل شيء جميلًا يسير في تؤدة و يعدُ بحياة حافلة.
و أقول أني أنتظر بفارغ الصبر خبر حصولي على وظيفة، ظنوا بأني متلهفٌ للبدء في العمل، مللا و سأمًا من البطالة. لكني كُنت أنتظر مجيئها،كُنت أتذكر أن أول من أُزف له البشرى هي.
قد فهمتُ أن الزمن يُعيد لي تفاصيل حياتي بملابساتٍ مُختلفة قليلًا. وحدها الخطوط العريضة كانت ثابتة.
و كانت هي الخط الأبرز.

*

مثل البطلة في فيلم أشاركُ فيه الصدارة هي، لا يوجد في الفيلم أثرٌ لتقاطع طريقينا، و كُل مرة يشي بوستر الفيلم بتقاطع حاسم مثل حادث كوني؛ و أنتظر.
تعلمتُ التأقلم مع الانتظار، مُنذ أبتلعني الزمن و تغصص بي أصبحتُ لا أنتمي لزمن معيّن، بل أنتمي لقدر واحد.
يرسمُ الزمن ملامح هذا القدر كُل مرة بتغيّر طفيف.. كُل مرة بذكاء يُشبهُ حبكة حُلوة.
و تعلمتُ، تعلمت كيف أحيك الصوف صبرًا كامرأة عجوز ، تعلمت كيف أتقاسم مع الملل يومي، و كيف أقاتله لئلا يُفرط في حثي على السخط.
آُكل حصته من الوقت و اعتدي عليها لكي يُحاصَرَ في زاوية قصيّة بعيدًا عني. بعيدًا عن قلبي المُتعب.
سنوات الطفولة هي الأسهل في تكرارها، تعلمت أن أُحلل تصرفاتي.. حفظتُ طفولتي و تفاصيلها فكانت إقامة مخبر تحليلي لتفسير نفسي لنفسي من النتائج الجميلة لهذا الخلل التقني الذي جعلني عالقًا في حنجرة الوقت.
سنوات المراهقة هي الأسوأ، و اعتقدُ أني كرهتها لأن تحليلها كان يُحرجني كثيًرا و يُخبرني ببساطة طفل و بفظاظة حقيقة أني لستُ فتىً صالحًا.

ــــــ

تم نشر هذا النص هُنا

28 أفريل 2011

هي لا تقدر الذكاء في الكتابة
و لا تقدرُ الفرح في الحروف ، تشبّه لطائف العشق بسلسلة من الصور و التشبيهات التائهة
هي لا تعرفُ القلمَ و لا تستقيمُ الحروف معها
أسطرها كسلسال أمي المعقود على نفسه جميلُ في نكدٍ و تعقيد
ينغّصُ عليك الاستمتاع به فترميه في صندوقه و تستسلمُ عن فهمِ سره أو فك لغزه ! وديعة و تمتهنُ الكلام
ولكنها أجمل مع كاميرا !!!
حينها سأقفُ حيثُ أقف و اشرح تجلطَ الدماء في عروق موهبتها بالدليل
هي لا تستطيع تكوينَ صورة .. هي تستطيع تكوينَ وهمك بالصورة
أنصاف المواهب هم اولئك الذي يعتمدونَ عليك لكي تفكرَ أنتَ في معانيهم فتخرجَ منها بفن
المواهب هم اولئك الذين يلجمونك لفرط بيانهم المعقود بالامتناع
حواسكَ كلها تقفُ وقفة احترام لجمالهم فلا تستطيع حتى محاكاتهم في رنة السطر و
رزانة العبارة
الصورة فن، و التشبيه قارب
و اللؤلؤة لا تتركُ لتمخرَ سدىَ نحو المجهول
نحنُ دوماً نرسلُ النفائسَ نحوَ مقصدها في تأنٍ و كأننا بدقة نكتبُ عنوان المرسل إليه

٢٩ اكتوبر ٢٠١٠

1 أفريل 2011

.
.
حقيقة تمنيتُ ككل فتاة أن أكونَ قصة حب ـ لو كُتبَ لي الخلود على الورق يوماًـ أن أكون قصة حب صادقة، و راقية و مفعمة بالشهامة و النُبل و كُل الكلمات التي أفلست منها ضمائر هذا العصر
الغريب أنني بلغتُ النجاح لا في قمته بل قاعه ! لو كنتُ أدري يوماً أني سوفَ أُروى حكاية تُقال للفتيات تحذيراً و تنفيراً لضحكتُ حتى تدمع عيناي على صورتي بظفيرتي القصيرتين و أحلامي المُتقزمة !
و لاعتنقت كُلَّ النظريات النسوية لأبني مناعتي من رجالٍ يحبونَ فيكفرونَ بحبهم ! و يتزوجونَ فيكفرونَ بالوفاء، أينَ يكمُن الخلل ؟
لستُ مستعدة أن أصرف رواية أو عدة قصص قصيرة لأعالجَ هذه المسألة .. أثير النشمي كتبت عزيزاً خائناً قاسياً صلفاً
فأحبه الناس ! و لاموا جمانة !!!!!!
هه مُفارقة أليسَ كذلك ؟؟
أعتقدُ أن حلّ هذه القضية يكمنُ في وصولها لأحاديث الاستراحات، أن يطرحَ أحدهم سؤالنا هذا في رهطٍ من الرجال الصُلفاء .. المُبرمجينَ على اعدادات الغيلة ..
لو استطاعوا تلخيصَ أسباب أخطائهم البرمجية في قائمة قصيرة فرُبما نستطيع تدارك الوقت و إرسال فكرة الرواية إلى السيدة أحلام مستغانمي لكي تردفَ كتاب نسيانكم بكتاب إصلاحكم !
اعذروني .. أنا في مزاج ساخر جداً و متدهور .. قد أقول أموراً سأندم عليها غداً
و لكن من يلومني؟!!! أمامي هدية اختارتها إحداهن: رواية “نسيانكم” إياها !!!! هل من المُفترض أن أشكر هذه المرأة على ذوقها؟ أم على غبائها ؟
أم ماذا بالضبط ؟! هه ، حسناً مُلاحظة لكل النسوة الطيّبات و اللواتي يتكلّفن عبء اعداد حفلة “طلاق” لامرأة عزيزة عليهن
لا تحاولي أن تمرّغي كتاباً جميلاً أو كعكة فاخرة، أو هدية قيّمة في وحلٍ عطن الرائحة كالطلاق.

12-30,march 2011

30 مارس 2011

.

.

أكثر ما يزعجني هو الصخب الذي أحدثتهُ إثرَ انفصالنا، صخبٌ لا يتناسب و مساحة الحرية التي اكتسبتها أنتَ بابعادي .
أكره النفاق الذي يفوح من تصرفاتك، و أكره الصورة الحزينة التي أطرتَ بها نظرة الناس عنك،
حينما اجتمعتَ برفاقك و بحضور أحد أقاربي اخترتَ أن تدندنَ: ما حيلتي ما أسويّ .. مُتيّم بالهوى !
و تعلنَ بالتراث اليمني الحربَ عليّ؛ هذه لغة تصيبهم في مقتل ..
جدتي تشير للموضوع بأنكَ” قصدتَ” فيّ ، و يحزُّ في قلبها بيتَ راشد الجابري: “.. مكتوب الشقى ليّا ”
لم يستطع أحدهم أن يتجاوزَ فكرة أن يضُمّ رجلٌ زوجتهُ عندَ فراقها فكيفَ عندما يختصمان ؟ يا لخبثك !
ألّبتَ عليّ حتى دمي و لحمي في معركة شعروا بالخجل إذ اصرُّ على خوضها،
أحياناً أشعر بانتصاري و بأنك تلحقني بمخالبك لتقبضَ عليّ و لهذا أزداد شراسة في احتجاجي، هل تريدُ استعادتي حقاً ؟ كما تقول قصائدك و كلماتك الخبيثة المدسوسة عمداً في اجاباتك على المُهتمين بنا ؟
لماذا لا أُصدقك ؟ ألست أنا المعنية الأولى بكل هذه المسرحية ؟ لماذا تخاطب الآخرينَ لاستمالتي و كأنني حقٌ لكَ تجبُ استعادتهُ بمعونة القوم ؟!!!
الاحترام لغة كنتُ أبحث عنها كلغويّ صبور يحرث اللغة نابشاً معانيها، الشوق و الرأفة و الاعتياد لن تردم هذا الخندق الذي حفرتَه بيننا ..
إن كان من شخص “صادق النية” فقد اخترتُ أن يكونَ أنا، تذكرتُ ذلك الرجُل النبيل الذي قرر الانفصال عن زوجته فسألهُ أحدهم لماذا فأجاب أنهُ لن يفضح سرَّ بيته و زوجته، و حينما وقع الطلاق بينهما عادوا فسألوه فأجاب أن ماله و ماللكلام عن امرأة غريبة عنه !
لله درُّه ما أحكمه، مُتأكدة أن الله اثابهُ فرجاً بعدَ كُربه، و جازاك اللهُ سواد وجه فوقَ سواد قلبك ..
لم أعرف هل أشمتُ فيك أم أبكي.. حينما فلتَ من أخي لسانه فبادرك: ما الذي حصل؟؟!، دفعتَ عن نفسك تُهمة الخيانة دونَ أن يتهمك أحدٌ بها: أعرفُ أنها “زعمت” أني خنتها
نطقَ بها لسانُك قبل أن تؤيدها نظراتُ عينيكَ المخاتلتين، في الحقيقة صدّقك الكُل حينما اتخذتَ الصمتَ تاجاً ثمَ تعثرتَ بلسانك فصارَ تاجُكَ صدقاً تكللتُ أنا به .
اقتصّ لي الجبّار، و فاجأني أخي بتقبيل رأسي !!
ليتني شعرتُ بانتصار يُطفئ النار التي تأكلني كلما فكرتُ في المستقبل. أتدري؟ لم أشمتْ فيك، ليسَ لأن قلبي لا زال يخفق أسرع كلما رأيتك.. و لا لأنني أرجو أن يردنا اللهُ لبعضنا رداً جميلاً ..
لأنني أشعر بالعار الشديد!
أكاد استغشي ثيابي عن أن يراني أحدُهم، تُبادرني النساء بابتسامات متوجّعة و عيون تهربُ من المواجهة، و يبادرني الرجال بنظرات ترفُضُ أن تتكرمَ عليّ بالتفاتة. هل سرقَ ماء وجهي أيضاً؟ ، !
الآن حضرتْ الإجابة القصيرة التي تسدُ أفواه الجيران و الفضوليين، الإجابة التي أرفضُ أن أنطقها و حينما تصدرُ للثرثارين لن أستطيعَ نشلها من أفواههم و منعهم من تداولها.. حضرت الإجابة
حضرتْ الحقيقة التي نهشتني من الداخل كما ينهشُ الدود طيّبَ الفاكهة، فما للصديق إلا اللوعة، و ما للعدوِّ إلا الشماتة

٩ – ١٠ مارس ٢٠١١

10 مارس 2011

.
.
.
أن يعرف الآخرون معلومة مبتورة مثل أن زوجك يحبك … دون أن يعرفوا أنهُ يُحبك بقدر ما يُحبُ تملّكك و التحكم بك، تجعلُ هَجْرهُ خطيئة لا تُغتفر ! و تحوّل ما ظننتهِ إهانة لكرامتك إلى إهانة لكرامته هو !!!!!
النظرة الهجومية لا تعدل شيئاً عند النظرة الدونية و التي ترى بأنني يجبُ أن أكونَ من الشاكرين أن قد صارَ لي زوجاً، و أنَ ألفَ بنتٍ تتمناه ..
نعم نعم أعرف، و لكن ماذا يُهم؟ ما دامت واحدة فقط استطاعت التسرّبَ لمسامه لأن تجعلهُ مبهوراً بأنوثتها .. و بأفكارها .. و غموضها !
واحدة لم تكن كافية لتكونَ زوجتهُ، و واحدة كانت زوجتهُ و لم تكن حبيبتهُ بما يكفي !
اليومَ يجتمعون ليتباحثوا في أمري، في البداية يزعمونَ أنهم يتفهمونَ أن لي أسبابي، و بعد دقيقة واحدة بالضبط تنفجر
فيهم كل الموروثات القديمة، و يصرخُ في ألسنتهم صوت الماضي: المرأة لبيتها و لزوجها
أبي الذي يفهمني قالَ بصوتٍ أبويّ و هو يأخذني لمجلسه: يا بنتي خلي عنك الغرور.. ذلّي شوي !
و كم كانت كلمتهُ تحمل من المفارقات، هو يزعمُ أنني مغرورة، فلمَ لم يقُل” تواضعي شوي” ؟ لماذا قالَ ذُلي، و كأنهُ داخلياً يعرف أني استنفذتُ كلَ كرامتي، و كان يجب أن أتقلص أكثر و أذُل لكي ينفخَ هو نفسه أكثر؟
أنا نخلةٌ شامخة، لا أستطيع أن أشوه نفسي أكثر كي أتشكلَ على ما يُناسبه !
هذه الكلمة تستفزني، “ذُليّ” و دائماً تُلحق بياء المُخاطبة، و كأنها فعلُ أمر نسويّ.. هذا الاستفزاز يجثمُ عليّ كلما امسكتُ بالورقة و القلم، و كأنما يشيرُ إلى ازدواجيتنا .. نحنُ نتعامى عن شراسة تلك الكلمة و عريّها في احتقار المرأة، حتى نقفَ أمامها مكتوبة، فنُبهتْ
أنى لي أن استغربَ؟ هذه التقاليدُ تتفجّرُ داخلي و كأنها مزروعةٌ في ضميري أنا أيضاً، أحياناً يراودني صوتك يسحبني لنقطة الاستسلام ..
يترآى لي أن فيّ بقية يُمكن أن أتنازلَ عنها، و أنَ في قلبكَ نكتة سوداء قد تزيلها ذات يومٍ عشرتي الطويلة . أذكرُ أني ذات مرة شبهتك بالأسهم لإخوتي.. شبهتك بسهمٍ اتشبثُ به و استودعُ فيه كل ما أملك رجاء مردود ضعيف قد يأتي و قد ينهبني و يطير ..
يومها لم يذق أخي الأوسط طعم النوم، ظننتُ أني كسبتهُ معي في قضيتي، كان يجب أن أجابه رجلاً بعدة رجال، أن أجابه أفكارهم البالية بقليل من الشجاعة و الصبر، كنتُ هشة الأنوثة، هشاشة الجرح بادية فيّ .. و لذا كنتُ أحتاج رجالاً يؤمنون بالحق..
في اليوم التالي، جاء أخي و كأنما تزوّد بوقودٍ غامض، جائني بهدوء عاصف، عيناه كانتا تضيقان عن حقيقة قذرة، شعرتُ بأنها تخترقني حتى كادت ترميني بدائها.
سألته: لماذا تنظرُ إليّ هكذا ؟
همس و شفتاه تبتسمان ابتسامة زلقة: أنتِ ذكية أكثر من اللازم، و لكن لا تستغفليني..
قُلتُ بضيق: إن كُنتَ تريد أن تعرف سبب انفصالنا فلا أستطيع كشفه
قالَ بفحيح لا يمت للأصوات بصلة، متلتفتاً حوله: لا تستطيعينَ الكلام عنهُ لأنهُ عذرٌ تافه، و لأنك ممتلئة اليدين من رجلٍ آخر يريدُ الزواجَ بك .. و إلا لمَ هذه اللهفة للطلاق !
كان يُحدقُ في بتقزز بنفس الطريقة التي نرى فيها لقاءاً مع مجرم، تنفرّسُ في ملامحه علّها تهدينا لبعض السمات التي تشي به.. و كأننا نحفظُ ملامحهُ حتى نأخذَ حيطتنا ممن يشبهه ..
أغمضتُ عينيّ، هذا الرجلُ الفتيّ، قلبي الذي قُسمَ في جسدٍ آخر.. أخي ! آمنتُ بأننا نحنُ النساء نملك مؤسسة اجتماعية صغيرة، و أبواقاً إعلانية لمجتمعنا المريض مُتمثلاً بإخوتنا ..
رُبطَ لساني عنه، هو يعرف أنهُ يبتزني و يبتزُ برائتي لكي أعودَ عن قراري، يحتال على امرأة مخدوعة من الجميع “بعلمها”

٥ مارس ٢٠١١

5 مارس 2011


.
.
.

هنالك بعض الأمراض التي اتعجب أنها لم تصب من حولك بعد، كان يجب أن يرفق بك بطاقة صغيرة أو جملة تحذيرية: تحذير هذا الشخص مسبب رئيسي لأمراض القلب.
أنتَ سيجارة تطير بك في نشوة ثم تحرقك حينما ينتهي عمرها،
كم كانت جميلة أيام ذهولنا ببعض، كانت أمك حينما نزورها فتنصرفُ للمسجد و تخلو بي، كانت تحلف بأنك جلست يومين كاملين معتكفاً في غرفتك حينما كدتُ أُزوّج لرجلٍ آخر، أنا التي لم أعرف أنَ رجلاً قبلك طلبَ يدي !
كانت تترك بقية القصة دون أن تكملها، و كنتُ بدافع الخجل أبتسم دون أن أُلح لمعرفة البقية،
ليتني عرفت بقيتها لكي ارمم قصتي المشوهة و بقايا كبريائي،
من الغباء أن يتوقّعوا أني قادرة على تفسير قرار اتخذهُ من “كان” نصفي الثاني.. و من الحماقة أن يتوافد المفوضون من كلا الأسرتين لحل نزاع عاطفيّ كان سببهُ افتراضياً
منْ يشرحُ لهؤلاء معنى أن تُحبَّ شخصاً لدرجة أن تغار من شخصيّة خيالية كتبَها، معنى أن تغار من رقم المتابعين الكبير لزوجك في تويتر !
و من المعجبات الجريئات، و من المعجبين معسولي الكلام ؟
من يستطيع شرح الغيرة و الولع و الشوق في هذا الوضع الافتراضي لرجال زمنِ الراديو و القناة الأولى ؟
من يتكلّم عن أثرِ أحمر الشفاة على صفحة حبيبك و التي ليست أكثر من قوسين يضُمّان حرف الـ K ؟
اليوم اسقبلني أبي بظرف، خفقَ قلبي لمرآه.. همستُ بحماقة أنثى تتحرى ورقة الانكسار: صكي؟
لحظتها فكّرت لماذا أتلقى صك طلاق فيما تتلقى غيري صك ملكية أرض أو فيلا أو حتى صك اعسار ؟
لماذا حينما ننتظر النتائج تأتينا النتيجة التي لا نريدها، دوماً ؟
أو ربما التي لا نتوقعها ..
همسَ أبي و هو يمد الظرف: بل مُفتاحك .
حينما فتحتُ الظرف وجدتُ مفتاح بيتنا، و كأنهُ دعوة غامضة ..
مثلك، لا يُمكن معرفة ما تكنّه، أحتاج دوماً لمن يغششني الإجابة معك، قال أبي أن الظرفَ جاء منك و كتبَ عليه اسمك، و أنهُ يظنُ أنهُ يريدني أن أعود إلى بيتنا.
استبشرتْ خادمتنا التي كانت تتلصصُ خلفَ أبي لتعودَ لجدتي بالتفاصيل، ابتهجَ البيت و صدرت ضجةّ مكتومة جعلتني أقهقه و أنا أمدُ يدي لآخذَ المفتاح..
كنتُ أضحك من حماقتهم، لأن هذا الظرف كان يُمكن بكل بساطة و منطقية أن يعني: هذا هو المفتاح اذهبي و اجمعي أغراضك و أخلي منزلي
الرجلُ الذي طردَ كل الذين جاءوا يقنعونه بالتعقل و استعادتي، طرداً مهذباً، لم و لن يهديني مفتاحاً لكي أعودَ له
سيهديني مفتاحاً لأخرجَ من حياته، لأنه يعرفُ تماماً أنني مكبلة به و أني أحبهُ حباً فوق قدرتي على الخلاص
تركتهم يتهامسون، رميت الظرفَ على أقرب طاولة، ثمَ جلستُ و سحبتُ ابريقَ الشاي من يدِ أمي و بدأتُ أصبُ الشاي لهم .. بكلِ برود
في المساء أصرّت أخواتي على أن أستحم و أتعطر و أرتدي أجمل ثيابي، استعداداً للانطلاق بالمفتاح، كنتُ اسايرهن، قلتُ أن ملابسي في البيت و أنني لن أتعطر ما دمتُ سأركب مع السائق، رضخنَ أخيراً و استطعتُ أن اتخلصَ من أجواء المنزل المترقبة .. ركبتُ السيارة و لم أقُل كلمة .. حتى السائق كان يعرف إلى أينَ يذهب

وصلتُ للمنزل في وقت قياسيّ كانت دقات قلبي تتسارع، تداركتُ أني اخترتُ وقت المساء للذهاب.. وقت المساء في ليلة وسط الأسبوع.. سأصادفك حتماً ! كنتُ ألعن بصوت خفيض و بالفرنسية، تقدمت بخطوات ركيكة مرتجفة، و فتحتُ الباب،
كان كل شيء كما هو، ربما زاد الغبار على الأسطح، الأنوار كانت مُطفأة.. على الأقل معظمها كان مُطفئاً إلا من بعض الابجورات..
دخلتُ للغرفة الرئيسية و قلبي يتسارعُ في نبضه مع الذكريات التي تلاحقت لوعيي، كنتُ أرانا في كل الزوايا، شاهدتكَ ترميني بالمخدة هُنا و أنا خارج جسدي و كأنني لا أعرفُ تلك المرأة،
و رأيتُك هُناك تُصرُ على أن تلوّنَ شفتي بالأحمر و تنجح في تحويل وجهي لخريطة غير مفهومة الرموز
خنقتني الذكريات فقفزتُ أحاول الوصول لحقائب السفر الموضوعة فوقَ خزانة الملابس، بالكاد استطعتُ أن أمسكها و إذ بها تسقط و تهوي عليّ .. صرختُ مثلَ مراهقة و اندفعَ الغبار لحلقي فسعلتُ ..
فجأة فُتحَ البابُ على مصراعيه و سمعتُ صوتك: من هُنا ؟
شعرتُ بالارتباك، لم أعرف ماذا أفعل، نسيتُ كيفَ اتصرف معك؛ حينما تتزوج فإنك تدرّب نفسك على أن تتصرف على سجيتك مع شريكك .. بدون تفكير، و هذا ما لا أريده الآن لأنني قد أنخرط في النحيب، و قد أضمك، و قد أقول لك بصوت مكسور: أُحبك !!!!
لذا عمَ الصمتُ بيننا و كأننا طُلابُ غرقوا في الصمت مُحاولينَ حل مسألة رياضيات، بادرني صوتك وقد اعلنَ الاستسلام: متى جئتي ؟
تقدمتُ في ضوء الغرفة الخافت لكي اشعل باقي الأنوار، أردتُ أن اوقظكَ من وهمك: جئتُ لأذهب لذا لا يهم متى ..

مددتَ كفيك و بكل بساطة ضمت كلُ كفٍ أختها، كانت أطرافنا و الجاذبية في بنان أصابعنا تشي بأننا لم ننفصل بعد،
حكت لي إحدى المسنات يوماً كيفَ “يعاف الخاطر” كنتُ صغيرة حينها، و لكنهُ لم يغادر رأسي مرة ..
كنتُ اتخيل الأمر مثلَ الجاذبية، حينما لا يعاف الخاطر فإنهُ يقترب و يتوتر كأنهُ يسعى للتنافر.. و فجأة و بضربة واحدة “كليك” يضُمّ القطب الآخر
احدى يديك كانت تحيط برأسي، و الأخرى انسلت من تحت ذراعي، و كان واضحاً أن الخاطر لم يعفك و لم يعفني، أنا التي قررتُ  ذلكَ انتصاراً لنفسي.
مددتُ ذراعيّ في المسافة بيننا، كانَ كفي فوقَ قلبكَ تماماً حينما بادرتُكَ: عافك الخاطر.
، ناديتَ باسمي مرتين و اندفعتَ توقفني عن جمع ثيابي، و حيثُ تربصتَ بي هناك، قررتُ أن ابحثَ عن حقيبة يدي و جوالي و بعض المتعلقات الصغيرة.. مددتَ كفيك نحو خديَّ جفلتُ و اشحتُ بوجهي، و توقفتْ يداك في الهواء: هل ظننتي أنني سأضربُك ؟
– …
انفرجت شفتيك و كأنك على وشك أن تقولَ شيئاً سرقته منك الدهشة، قبضتَ كفيك في الهواء و كأنما تستعدُ لتسديد لكمة، كنتُ في التباس من أمري مثلك، لم أستطع التركيز سحبتُ حقائبي و هرعتُ نحو الباب، كنتُ أشعر بالخوف منك أو عليك .. أو على سلامتنا العقلية
تركتُ البيت و قلبي لا زال يخفق، انطلقت بي السيارة و مرت بي الأنوار و اللوحات و المباني لطالما استطاعت تلك المناظر الجانبية تهدئة دقات قلبي بمجرد أن تظهر و تختفي في ثانية.. إلا اليوم.
غداً سأحاول قراءة نشرتك العاطفية في صفحتك على الفيسبوك، سأحاول ألا أقرأ حالتك الاجتماعية، لأنك غالباً ستكتُب أعزب
لذا سأكتبك لكلِ العازبات المُهتمات: تحذير هو مسبب رئيسي لأمراض القلب !

3 فيفري 2011

 

كنتُ أقفُ بينَ رجلين كانت مهمتهما حمايتي، أقفُ بينَ رجلين فشلا فشلاً ذريعاً في أن يفهما أن قوتي ليست حجة للقسوة عليّ
كنتُ المجروحة و كانَ دمي بين يديه دليلَ إدانته، لكنَ أبي اختار اتهامي .. لأنَ انكسار رجل أقوى من تهشم أنثى
و كأن اللغة الذكورية بينهما أقوى من رابطة الأبوة و البنوة بيني و بينه !
لم أستطع فهمَ النظرة القاتلة في عينيهما، لم أستطع تبرير شعوري بالانكسار بدل العزة و أنا أقفُ بمحاذاة شموخهما الذي لطالما ظللني ؟ ارتباكه حينما انتبه لذراعيه اللذينِ طوقاني و الخجل الذي نفضني به عنه، كان كجملة مركبة كُتبت بلغة لا أفهمها .. و فهمها أبي فاستجابَ لها و ألقمني للوحدة و الحزن !
كم أنتَ مخدوع أيها الرجل الطيب يا من زارَ صدغيه الشيب، كم شيبة ستشتعلُ في رأسكَ لو عرفت؟ !
كنتُ أريدُ أباً لا قاضياً، كنتُ أريدُه بنشوة أبوة أن يقول أن ابنتي لا تُخطئ فلماذا قررتَ أن تصفعها و أنا الذي أمنتكَ إياها؟!
كنتُ أريدك أن تنسى أنه رجلٌ و أنا امرأة و أن و تتذكر بأنك أبي، أريدكَ أن تنسى كل الغباء الأنثوي الذي استفزك طوال حياتك و أن تحسنَ الظنَ بامرأة صدفَ أن كانت ابنتك !
عزلاء أنا أمامَ أبجديات حصافة الرجال، أو تلك الحصافة المزعومة على الأقل، حينما قررَ هو أن يهربَ من خطأه و يفرَ من مجلسك، حييته باقتضاب و تركتَ حمل الأسئلة على عاتقي !

صممتُ على الصمت بينما قابلتني عيونهم مُستفهمةً، أُصبتُ برهاب الجموع حينما دخلت بيدين خاليتين و سؤال معلّق بلا إجابة .. حينما تدخل فتاة إلى جمع من النسوة فإن أول سلاح يحميها هو اجابة مقنعة لسؤال: كيفَ حالك !
بدونه تشعر بأنها خفيفة تكاد شهقة عرضية أن تسقطَ كل ثقتها بنفسها ..
لم يكن لدي جواب، و آثرتُ أن أصومَ عن الكلام فربما استعدتُ توازني أو ينتابهم الخجل من مهاجمتي بتلك الأسئلة البالغة اللطف !
كانَ الكلام الذي نُقشَ على خدي علامة أحملها تفيد بحقيقتين أجاهدُ لإخفائهما و تُفصحان عن نفسيهما كالشمس في رابعة النهار: أنك أذللتني و أنني أُحبك، ظننتُ أن ذلكَ كافٍ كإجابة تحميني من أن أحركَ شفتي فتنهدلان عن حزنٍ كما يفعلُ الأطفال؛ لذا صعدتُ لغرفتي متجاهلة كل أسئلتههم
فتحتُ الباب، و فاجأني تقلص السرير.. كأنهُ كان يصرّح بحقيقة تحولي من الزواج للعزوبية ..
أنه يصرّح ببساطة أن الإثنين أصبحا واحداً .
كأن الزخم الذي كنتُ أمثلهُ بشخصي ثمَ بكوني زوجتك تبخر، ارتميت على السرير دونَ أن أخلعَ عبائتي و أخذتُ أحدّق في السقف..
يبدو لي أنني تجاهلت حقيقة أو نصيحة ما فعوقبت، عادة لم أستطع التخلي عنها.. كلما أخفقت أقوم بعذل نفسي بنفسي، أحاسبها على جهلي أو استهتاري
تقولُ جدتي جملة مأثورة لم تمت حكمتها: “لا تتزوجين من عشقكْ” و لكنها لم تقل يوماً هل يصح الزواجُ ممن عشقتهُ أنا ؟؟
هل من المفترض أن أطلق أنا حكمة هذا الجيل لكي نجيبَ عن الأسئلة المحورية في الحب و الحرب للأجيال القادمة ؟
و تُكملُ جملتها قائلةً: “ و لا ترجعين لطلّيقك”
هذه الجملة التي توقفَتْ عن إلحاقها بالجملة الأولى بعدَ أن عدتُ لبيت أهلي؛ كانت بسبب نظرات أبي النارية المُحذرة من التأثير على رأيي.
أبي العزيز، الذي يظنني طفلة عديمة المسئولية يعتقدُ أنني سأعودُ لك بعدَ أن تكفُر جدتي تلك الجملة، أو عندما تكررُ أختي الجملة الأولى على سبيل اثبات أنك تحبني و أن الزواج بك مصيبة وقعت إذ لم أُنفذ شرط المثل .

هي تنطق اسمك باسلوب استفزازيّ، أُحبُ الازدراء الذي ينبض في كل كلمة تقولها عنك، و أحبُ الألقاب المهينة التي خلعتها عليك مؤخراً ..
ردود أفعالها تُعبّر ببراءة و شفافية عن غيظها، مُعجبةٌ أنا بالطريقة التي تُبدي فيها مشاعرها..
و كأنها تنفث في لعبة الصابون فتتهادى أمامها الفقاقيع ..
تعبرُ بأريحية و كأنما هي تزفر، أتمنى لو أخبرتها يوماً بما فعلتْ، أريدُ أن أضعَ الأمور في نصابها فأستعيد بعض المنطق الذي نفختَهُ فطار من رأسي ،
أنا شبه متأكدة أنها أعقل ساكني بيتنا،
أما أنا فقد مرضتُ بك، و يبدو أنني كنتُ أتنفسكَ حتى تسممت؛ أصبحتُ أشعر بضيق التنفس مؤخراً ..
كلما خرجتُ للمطر رقَ قلب أمي علي و زعمت أن سعالي يستفحلُ مع رائحة المطر، فتحبسني خلف النافذة لأشاهدَ السماء تبكي عليّ
كم يوماً أمطرت الرياض ؟
توقفت عن العد.. و آمنت أن الله قد شملكَ بمغفرته، و الناسُ أيضاً.. أما أنا فمن غيرُ الله يغفر لي ،