مذكرات زوجة مخدوعة بعلمها * ديسمبر


.
.
.

اليوم قابلتها، سلمتْ عليّ بوقاحة لم تواربها معتقدة أني لا أعرف ما الذي يدور بينها و بينك،
بينَ حشدٍ من النسوة أشباه العاريات و اللواتي تفننَ في تغميس أجسادهنّ في المكياج نظرتْ إليّ نظرة متفحصة تبحث في فستاني عن نافذة تدلها على ذاكرة بيني و بينك، عن لمسة رجلٍ يحبُ النساء و ليسَ عاشقَ امرأة واحدة . أو عن ملمحٍ يدل على تواضع جمالي، كشفتُه ثمنَ فستانٍ جميل لم أُقاوم شراءه
ارتسمتْ ابتسامة تلقائية على وجهي كنت أراقب عينيها الباحثتين بلهفة، و كنتُ مستمتعةً سراً بهذه القدرة الإلهية التي تجعلني لك .. لستُ من أولئك النساء اللواتي يشهقن شوقاً و حبَ تملك لأزواجهن. أنا في الواقع مستغنية عنك بقدرِ ما مستغنٍ عني لكنني أشعر بالمنعة من كيدها و هذا ما يجعل الأمر على قدرٍ من التسلية.

:فجأة قاطعتنا أمك و شدت يدي إلى زاوية معزولة كانت تتوسطها مرآة كبيرة، همست في اذني تحذرني منها:
تراها تبي خراب بيتك

و خراب بيتي في انها تبغى زوجي ؟
ايه !
عندما عدت من الحفل جلست أمام التلفاز أفك شعري من العش الكبير الذي زرعته المصففة فيه، بينما فرغت و أخذت اخلع قرطيّ لمحتك مستنداً إلى الباب، و كأنك كنتَ أيضاً تبحث عن شيء ما في فستاني، ربما كنتَ تبحث عن نافذة فيه على خلل في حشمته أو اسلوب خياطته فتؤنبني عليه.. ؟
كانت آثار النوم على عينيك اللتين بالكاد فتحتهما، جرجرتَ قدميك نحو الكنبة التي أجلس عليها، و جلستَ، تحدق فيّ بكل بلاهة، ..
سألتُ سؤالاً حاولت أن يملأ فراغ اللحظة: لماذا لم تنم ؟
اجبتني بعفوية اذهلتني عن ما كان بيدي: كنتُ انتظرك ..
كنتَ تنتظرني !!!
فجأة وجدتني اتحدث معك عن حواري مع أمك، و كأنني أردت أن اعرف ماذا تعني لك تلك اللعوب؟ و ماذا اعني لك أنا بالمقابل ؟
أنا التي اعترفتَ لها ذات مساء أنك انتظرتها ..
…….
قالت لي بأنها تريد “خراب” بيتي ..
ربما
قلتها و كأنك تضمُ الراء عن ابتسامة فرت من فيك، ثمَ هرّبتها إذ مددتَ الميم بزاوية فمك

كنتُ على وشك أن أقول لها إن كانَ يريدها فلمَ لا؟ أليسَ صلاح بيت ابنك في سعادته ؟

لم تقل شيئاً، كم كنتَ تكره لعبي المفتوح الذي لا تضفي عليه الغموض أيٌ من كلماتك القصيرة المعوجة، كنتٍ أنا الرابحة في دفة ذاك الحوار، و كنتُ في طريقي لالزامك ببعض نقاط التوضيح على الحروف .

كنتٍُ اخلعُ كعبي، حينما تمددتَ واضعاً رأسك في حضني، مكتفاً يديك، و كأنكَ تكتفي بذلك إعلاناً للعالم..
اتعرفْ أول صورة تذكرتها ؟
تذكرت الأوراق التي نكتب فيها و نخشى تطايرها، فنضعها تحت ركبنا .

أضف تعليق