غازي القصيبي : حتى لا تكون فتنة


صورة خطفتها 🙂 من توقيع في الإقلاع، أعتذر
.
.
.
هذا التصنيف هو للقائمة الجانبية التي تحتوي على كتب للتحميل، لأعمال أبهرتني، أو وجدتها مفيدة للتطوير للغوي أو كعمل أدبي يستحق القراءة ..
و فضلت أن أبدأ بكتاب لغازي القصيبي ..
هذا الكتاب قديم جداً يكاد يكون بعمري !!
لكنني وجدته رائعاً بحق..
في هذا الكتاب تقف أنتَ يا من اتهم غازي القصيبي وجهاً لوجه في مجادلة راقية جداً و مشحونة بالعلم الشرعي و المناظرة العقلية ..
ليسألكَ هو : “لماذا أطلقتَ عليّ هذا النعت؟
أنت إما أن تقولَ أنكَ لم تقصده .. أو فليبؤ بها أحدنا ..”
/
هذا هو السبب الذي يجعلني أوصي بهذا الكتاب ..
مع أن هدفه الأساسي كان الرد برسائل ( أرسلت في نفس الوقت لهيئة كبار العلماء) لمن يهاجم غازي القصيبي ..
و هم ثلاثة، قُسّمَ الكتاب عليهم
ناصر العمر : استاذ في كلية الشريعة جامعة الإمام
عايض القرني
و سلمان العودة
فيها يعرض أفكارهم إبان حرب الخليج، أي تقريباً عام 1992
>> كان عمري وقتها بحدود السنتين
//
[[بـ رأيي ]]
لأنهم كانوا ( العودة و القرني ) شباناً متوثبين ..
كانت أفكارهم، مع احترامي لهم : أفكاراً شبابية مستعجلة و أنانية و متحيزة
فيها الكثير من التصنيف و تتضمن بشكل خطير تقسيماً للشعب
بين (فاسق) يرونه كافراً و مسلم يتبعهم كلياً و يحضر محاضراتهم و يؤمن كلياً بمدينتهم الفاضلة ، رغم أنني أخشى _ كما يخشى القصيبي_ أن يكونوا ممن قال عنهم الرسول بما مدلوله: من قال قد حبطَ عملك فقد حبطَ عمله ..
،
و المشكلة هي أن الإرث الثقافي و الزخم الذي تراجعوا عنه فيما بعد لا يزال متوارثاً
و لا يزال جيل الآباء، جيل الطفرة يعتقد بأنهم جَبِنوا عن أفكارهم الإسلامية النيرة
بينما الحقيقة هي أنهم عرفوا أن ما كانوا عليه كان قمة الغلو في الدين
/
يتطرق غازي القصيبي في هذا الكتاب القصير المُثري
إلى:
– النظرة للمتعلم في الخارج ( من يزعمونَ بعلمانيته) أن كلامهم عن التغيير و التطوير غير مقبول ، بينما هو كذلك لغيرهم !

– تغير الفتوى بحسب الزمان و تغير الأحوال،

– تفنيد آثار “ولاية الفقيه” في أفكار سلمان العودة، التي من المفترض أن تكون سلفية سنية: و الطموحات السياسية المتوارية ضمن طروحاته .
.
ضمن الكثير من المحاور التي مرَ بها الدكتور غازي ..
.
.
و بالتأكيد طرحي لهذا الكتاب القيم
هو مجرد محاولة للنظر للخلف بدل الهوس العجيب بظاهرة “سلمان العودة” و “عايض القرني” التي نشأنا عليها
و الاعتقاد أننا مسلمون حقاً لأننا نمقت غازي القصيبي و علمانتيته !
،
شخصياً أعتقد أن عايض القرني مجرد قارض للشعر العباسي صدفَ أن كان سعودياً في القرن الواحد و العشرين
لا أؤمن بثقافة الرجل، و أرى أنها قديمة تطمئئنا بقدمها أننا أقرب للدين
لكن الدين جديد و الحقُ لا يلبسهُ التغيير بل يُعرفُ بالسليقة
،
أما سلمان العودة الذي أكن لفكره احتراماً كبيراً
فأقول له: “وش قصة فتوى تحليل عيد الميلاد ؟؟، يا أخوك و الله ظنتي إن فراملك خربت عقب الأجسمنت اللي سويته بالخمس سنين اللي راحوا 😀
/
و أخيراً
غازي القصيبي
أتمنى أن أتعرف عليك شخصياً، فلك أكن كل الاحترام
و أرى فيك “مفكراً” لا يحتاج للبس قطيفة الكلام المنمنم المطرز
أو حرير اللغة الغنية
بل يمتطي للأفكار “سيارة جيب عريقة” و لا خيول و لا بعارين ..
فقط منطقي ، و أنيق ببساطة ،
تحيتي لك سيدي 🙂

أضف تعليق